مرحباً بكم أيها الأعزاء الكرام على موقع قصص وحكايات، حيث القصص بأنواع مختلفة في جميع التصنيفات، نحكي لكم اليوم قصة فيها حكمة رائعة من أروع القصص نتعلم منها الكثير من القيم احداثها مثيرة استمتعوا بقراءتها الآن.

أولا ماهي القصة؟

القصة هى نوع راقي من الأدب القديم، وهي رواية لأحداث شيءٍ ما وتكون مرتبطة بمكان وزمان معين وأشخاص معينين و تمثل الإثارة عنصراً ودوراً كبيراً للتعرف على نهاية هذه السلسلة من الأحداث، وتهدف القصة إلى ايصال قيم ومباديء جميلة، وعادة ما يتم التوصية بالقصة ضمن مناهج التعليم في مراحله العمرية المختلفة والطفولة خاصة، لأنها تُنمّي المخزون اللغوي والفكري والإبداعي لدى الأطفال، وتحسن مهارة التركيز والاستماع لدى الأطفال.

قصة فيها حكمة رائعة

هناك العديد من القصص التي تشكل تراثاً لدي مجتمع ما ويتداولها الناس عبر أجيالٍ مديدة، لأحذ العبر والعظات منها والتي تلعب أدوراً كثيرة في تنمية وتعزيز الفكر والابداع لدي الصغار، وبإذن الله سنتطرق إلى بعضاً منها مع توضيح الحكم والعظات في كل قصة

قصة الفتي وشجرة التفاح

يُحكى أنه ذات يوم وفي مكانٍ ما من هذا العالم الواسع كانت توجد شجرة تفاحٍ عملاقة ذات أغصان متفرعة وممتلئة بالثمار، وبجوارها فتىً يلهوا ويلعب دائماً بجوارها وتسلّقُ أغصانها ويأكل منها ما لذّ وطاب من الثمار، وكان إذا أُرهق من اللعب نام تحت ظلالها وأغصانها، ويتكرر هذا بشكلٍ يومي.

مرّت الأيام مسرعةً وكبر الفتى وأصبح ناضجاً وانشغل بحياته عن شجرة التفاح وتوقف عن اللعب تحتها أو عن رؤيتها، ولكن ذات يوم عاد إليها حزيناً فطلبت منه  الشجرة اللعب معها، فقال الفتى: لم طفلاً صغيراً لألعب معك..وأنا في حاجةٍ ماسةٍ لبعض المال لأشتري بعض المتطلبات، فردت عليه شجرة التفاح قائلةً: لا أملك النقوم كما تعلم ولكن بإمكانك أن تأخذ من ثماري الطازجة وتبيع وتجني المال الذي تحتاج، فقام الفتى على الفور بجمع كل ثمار شجرة التفاح و غادرها فرحاً مسرعاً ولم يرجع لها من جديد، فعادت الشجرة لحزنها مرةً أخرى.

بعد مرور عدة أعوام عاد الفتى إليها ولكن عاد رجلاً هذه المرة، فقالت له الشجرة تعال ولنلعب سوياً، فأخبرها بأنه أصبح رجلاً ولديه عائلة ليكفلها وليس لديه وقت ليلعب معها، وقال لها أحتاج لبناء بيت، هل بأمكانك أن تساعديني؟..فردت عليه أنا لا أملك منزلاً لأعطيه لك لكن بإمكانك أن تنزع من أغصاني ما يكفيك لتبني بيتك، ففعل وأخذ الأغصان وعاد وهو فرح مسرور.

تعبر الأيام والشهور والسنين بالفتى لأماكن بعيدة والشجرة المسكينة وحيدة وحزينة على الطفل الذي كبر وأصبح رجلاً ولم يعد يكترثُ لأمرها أو يزورها حتى، وعلي غرةٍ من الجميع جاءها في يومٍ حارٍ في الصيف فاستبشرت الشجرة لقدومه وطلبت منه  اللعب معها، فرد عليها بأنه قد كبر جداً وأصبح عجوزاً وأنه يريدُ أن يرتاح من شقاء وتعب هذه الحياة  وأن يعيش ما بقي في استرخاء تام، وأخبرها بأنه يريد أن يبحر بيعداً عن البشر وعن المدينة والضوضاء، وبأنه لا يمتلك مركباً يُبحر به، فأخبرته شجرة التفاح، أن يأخذ من جزعها ويصنع قارباً، وبالفعل أخذ ما شاء وصنع المركب وذهب بعيداً عنها ولم يرجع واستغرق الأمر سنين طويلةً حتى عاد من جديد.

ولما عاد سبقته الشجرة قائلةً “آسفة ولكني هرمت ولا أملك ما أمنحك إياه” فقد اعتادت أن يعود ليطلب منها شيئاً، وأكملت” لا يوجد تفاح لتبيع أو لتأكل ولم أعد أمتلكُ جذاً لتتسلق وتلهو عليه” فرد عليها بأنه لا يريدُ تفاحاً فلم يعد يمتلك أسنان، ولا أحتاج لجزعك فقد أصبحت كهلاً عجوزاً ولا طاقة لي بذالك، فحزنت شجرة التفاح كثيراً لأنها لم تعد تملك ما تمنحه إياه.

ورد عليها بأنه يريدُ أن يرتاح من كل تعب هذه السنين، وبأنه بحاجة لمكانٍ للراحة فقط، فقالت لك جذوري كل ما أملك بإمكانك الجلوسُ وأخذ قسط من الراحة، اجلس واستلقي هنا كما تريد.

الحكمة والعبرة المستفادة من القصة
لا بد للإنسان أن يقدر ويحمد الله على نعمه الكثيرة التي لا تعد ولا تُحصى، ويتوجب علينا المحافظة على هذه النعمة وان لا نستخدمها بشكلٍ شيء أو بشكلٍ يُغضب خالق ومانح هذه النعم الله سبحانه وتعالى، فشبه مؤلف هذه القصة شجرة التفاح بالأم التي تبقى ترعى صغيرها لحين أن يكبر.

وتفني ما تبقّى من حياتها على توفير كل متطلباته وما يحتاجه حتى تّستهلك تماما وتصبح غير قادرة على العطاء، فيكبر الطفل ويصيرُ شاباً ثمّ رجلاً ثم عجوزاً ثم كهلاُ ولا يدرك الإنسان قيمة الأم والأب إلّا عندما يفقد كل شيء، وحينما يصل لمرحلة لا يريدُ شيء من الدنيا سوى الراحة يلجأ حينها إليهما فهما مصدر الراحة الوحيد في هذا العالم بعد طاعة الله.

قصة الله يراني

ذات يوم في قرية صغيرة أراد شيخ أن يمتحن أربع صبية، فأعطى كل واحدٍ منهم ثمرة وأخبره أن يأكلها في مكانٍ لا يراه فيه أحد، وبعد مدة عاد الصبية..فقال أوّلهم بأنه أكلها في غرفته، والثاني أكلها في الصحراء، والثالث أكلها فوق قارب، وأمّا الفتى الرابع عاد والثمرةُ بيده، فسأله الشيخ لماذا لم تأكل التفاحة، فأجاب: لم أجد مكاناً لا يراني فيه الله، فهو موجود في كل مكان ويراني.

الحكمة المستفادة
من هذه القصة القصيرة: لا بد لنا أن نزرع بذرة صغيرة داخل أطفالنا وصغارنا وهي مباديء التقوي ومخافة الله ومراقبه في كل حياتنا وفي كل الأوقات، وأن يدركوا جيداً بأن الله مطّلع على كل ما يجري في حياتنا وسيحاسبنا على كل شيء مهما كان صغيراً وتافهاً في نظرنا، فيكبر الطفل وهو يحاسب نفسه في كل شيء ويراقب الله في أقواله وأفعاله.

نرشح لك:

قصة كنز العسل

في يوم في الصباح تخرج الحيوانات جميعاً لتبحث عن رزقها في هذا العالم، وفي طريقها كانت تمر بدبٍ ضخم مستلقي أسفل شجرة كبيرة وكان كلما مرّوا عليه يجدوه نائماً كسولاً، وما كان منهم إلا ان يلقوا عليه التحية ويحاولوا جاهدين اقناعه بأن يبحث هو أيضاً عن رزقه وطعامه وألا يجلس مثل هذه الجلسه.

وكان يجيبهم دائماً أنه ليس بحاجةٍ للخروج والبحث عن الطعام، تحت أشعة الشمس الحارقة، فهذه الشجرة بها كنز ثمين من العسل اللذيذ الذي أحبه والذي يكفيني لشهور وأيام طويلة، وبهذه الطريقة تمضي الأيام والحيوانات تبحث عن رزقها يومياً وتفكر في حال هذا الكسول كيف سيكون حاله، وهو لا يفكر سوى في الراحة فقط.

وذات يوم يتفاجئ الدب وهو ينظر إلى تلك الفتحة التي يأتي منها بالعسل اللذيذ، بوجود أفعى كبيرة تطاردُ جرذاً وتلقي بسمها على الجرذ الذي كان بالقرب من العسل، فأصاب السمُّ العسل وأفسده، وقف الدبّ باكياً ومتحسراً من طريقة تفكيره وجائعاً في ذات الوقت، فطعامه الوحيد أصبح مسموماً لا يجرأ أحد على الاقتراب منه.

وتتفاجئ الحيوانات حينما عادت في المساء وهي تحمل الكثير من الطعام بحال الدب البائس وسألوا عن ماحدث، وبعد أن عرفت الحيوانات السبب أقنعوا الدب أن يخرج معهم كل صباح سعياً وراء رزقه لكي يعيش، وقد اقتنع الدب بكلامهم واعترف بخطئه، وأصبح الدب فيما بعد نشيطاً من الاستيقاظ باكيراً يجني رزقه بنفسه.

الحكمة المستفادة
تنوّه القصة على أهمية السعي على الرزق حتى وإن كان لديك ما يكفيك لفترة فأنت لا تدري ما سبحدث لاحقاً، والعمل في الأوقات المبكرة يقوي الجسم ويزيد من انتاجية الانسان ويجعل باقي اليوم جيدا وسعيد.