هلاً وسهلاً بكم أيها الرائعون! كيف حالكم؟ اليوم نحكي لكم قصة رائعة جدا وممتعة يمكنك قراءتها قبل النوم وبعد النوم وفي اي وقت تشاء! القصة بعنوان قصة ليلى والذئب او ذات الرداء الأحمر وهي واحدة من أجمل قصص التراث الخرافية المثيرة، ولمزيد من القصص والحكايات ندعوكم لتصفح: قصص اطفال.

قصة ليلى والذئب

على أطراف إحدى الغابات، عاشت فتاة صغيرة، و اسمها ليلى، في صحبة أمها وجدتها، وحين قدم عيد ميلاد الفتاة أهدت إليها جدتها قناعاً أحمر، ولشدّة إعجاب الفتاة بهذا القناع داومت على ارتدائه؛ حتى عرفت الفتاة باسم: ذات الرداء الأحمر.. وفي أحد الأيام، طلبت الأم من ابنتها أن تزور جدتها المريضة، وتأخذ معها سلة من الكعك؛ هدية لها، فسر الفتاة بهذا الطلب، وسارعت إلى تنفيذه، لكن أمها أوصتها: ألا تحيد عن طريق كوخ جدتها، وأن تبتعد عن محادثة الغرباء ومخالطتهم.

أسرعت الفتاة إلى كوخ جدتها، في الطرف الآخر من الغابة، بفرح وسرور، واجتازت في طريقها العديد من الفراشات الملونة الفاتنة، التي سحرت بجمالها الفتاة وجعلها تسير خلقها مذهولة.. ووصلت وهي تركض خلف الفراشات الملونة إلى جنّة غنّاءٍ، مليئة بالأزهار الجميلة، ولا سيّما النّرجس البرّيّ، فهتفت الفتاة في نفسها: يا الله! يا لهذه الأزهار الجميلة ! سآخذ بعضها لجدتي الحبيبة، فإنها ستسرُّ بها.

فجأة، ظهر بجانب الفتاة ذئب خبيث، سألها بلطف : طفلتي الصغير ! ماذا تفعلين وحدك هنا؟ فأجابت الفتاة: أنا في طريقي إلى جدتي المريضة، حاملةً لها سلّة من الكعك وبعض أزهار النّرجس.. وعندما سمع الذئب جواب الفتاة خطر له خاطر خبيث، قال الذئب في نفسه: هذا صيد ثمين.. ثم سأل الفتاة: ولكن، أين تعيش جدّتك المسكينة يا صغيرتي!؟ فأجابت الفتاة: عند ذلك الكوخ، قرب الجدول.. فقال لها الذئب بمكرٍ وخبث: أيها الفتاة الطيبة ! يمكنك أن تدخلي مزيداً من السرور على قلب جدّتك لو أحضرت لها حبّات الفراولة اللّذيذة، الموجودة في وسط هذه الغابة.

أعجبت لیلی بفكرة الذئب، وتوجهت مباشرة لجمع حبّات الفراولة إلى حيث أرشدها الذئب.. وهنا سارع الذئب الخطا إلى بيت الجدّة قائلاً في نفسه: ها ها، أبعدت الفتاة عن طريقي، عليّ أن أسرع لأنال وجبتي الأولى اللذيذة قبل أن يسبقني إليها أحد، طرق الذئب الباب، فنادت الجدّة: من الطارق؟ فقال الذئب بصوت ناعم: أنا ليلي يا جدتي ! ذات الرداء الأحمر.. فقالت الجدّة: طفلتي الغالية! أرجوك افتحي المزلاج، وادخلي، فأنا لا أستطيع فتح الباب.

ومن غير تباطوءٍ، دل الذئب إلى الكوخ، وانقضّ على الجدّة المستلقية على السّرير، والتهمها دفعة واحدة.. ثم ارتدي لباس الجدّة، وخبّأ أذنيه بغطاء رأسها، وتمدّد على السرير ينتظر الفتاة المسكينة.. وبعد أن ملأت الفتاة سلّتها بحبّات الفراولة، تابعت سيرها إلى كوخ جدتها، وفي الطريق قابلت بعض الحطّابين، وأخبرتهم عن مشاهدتها للذئب، وإرشاده لها إلى مكان الفراولة فتعجبوا من فعله، و مین سلامتها منه، ولما وصلت الفتاة إلى الكوخ، وطرقت الباب، قال الذئب مقلّد صوت جدتها: طفلتي العزيزة ! هذه أنت؟ ارفعي المزلاج وادخلي، أنا بانتظارك .

وعندما وقفت الفتاة أمام جدّتها صرخت: جدتي! ما الذي جرى ليديك؟! فقال الذئب بحزن: صغيرتي! كنت أجمع الكستناء لك، فدخلت أشواكه في أصابعي. فقالت الفتاة: جدتي ! ما بال عينيك كبيرتان؟ فأجاب الذئب: كي أراك بهما بوضوح، فقالت: جدّتي! لم لك هذا الأنف الأسود؟ فأجاب: كي أشمّ رائحة الكعك الشهيّة في سلّيك فقالت: لكن! لم هذه الأسنان الكبيرة؟! فقال الذئب: كي آكلك بها، وانقضّ على الفتاتي والتهمها دفعة واحدةً.

وبعد أن شبع الذّئب، غطّ في نوم عميقٍ، وفي أثناء ذلك مرّ أحد الحطّابين بجانب الكوخ، فاستغرب هدوءه؛ بعد أن دخلته فتاة صغيرة ممتلئة نشاطاً وحيويةً.. فقرر أن يلقي نظرة على الكوخ، ويرى سرّ هذا الهدوء، فلمّا دخل الحطّاب الكوخ، ورأى الذّئب في نومه العميق؛ فهم كل شيء، وشرع في تغيير ما أحدثه الذّئب؛ حيث أخذ مقصّاً، وبدأ يفتح بطن الذّئب، فما كاد يقصّ بقصّه قصّتين حتّى وثبت الفتاة من بطن الذئب، وقالت للحطّاب: شكرا لك يا سيدي على إنقاذي من هذا المكان المظلم الموحش .

وتابع الحطّاب القصّ حتّى خرجت من بطن الذّئب الجدّة العجوز، ثمّ ملأ بطنه حجارة، وخاط له بطنه.. استيقظ الذّئب، فشعر بعطشٍ شديدٍ وثقلٍ في بطنه، فاتّجه إلى الجدول ليرتوي من مائي، ولكنّه ما كاد ينحني ليشرب منه حتّى سقط فيه وغرق.. ثم جلست الجدّة والفتاة والحطّاب إلى الطّاولة وتلذّذوا بأكل الكعك وشرب الشّاي، ووعدت الفتاة جدّتها أن تطيع من هو أكبر منها سنّاً وعلماً، ومن ذلك اليوم لم تُر الفتاة تتجوّل وحدها، لا لقطف الأزهار، ولا لجمع الثّمار.