في قديم الزمان وكـأيامنا هذه يعيشُ الناسُ منهمُ الغني والفقير والقوي والضعيف والعظيم والحقير، ودائماً ما يساءل ضُعاف الايمان عن تلك الاموال الطائلة التي يتمتّع بها المشركين، ويظنون انها من محبة الله لهم، وظنوا ايضا أن الفقر الذي هم فيه انما هو من غضب الله عليهم، ولو ان الله يُحبّهم لكان اعطاهم هم.

نقدّم لكم اليوم قصص اسلامية رائعة ومؤثرة للاطفال وللكبار، نحكيها لكم من خلال موقع قصص وحكايات .

قصة صاحب الجنّة من اروع القصص

في مدينة ما وفي زمنٍ غير معروف كان يعيشُ صديقين أحدُهما مؤمن والاخر كافر، وكانت علاقتهما قوية عبارة عن صداقة ومحبة بدون اسباب، وكان صديقنا المؤمن وهو ما يجبُ على كل مؤمن ان يتقرب الى الكافر عصى الله ان يهديه ويشرح له صدره.

وكان المؤمن دائماً ما يدعوه للايمان بالله وحده كان الكافر يُصرُّ على عناده وكفره، ولم سئم المؤمن من دعوة الكافر تركهُ وكفرهُ وانشغل بالتقرب الى الله وحده بالطاعة والانفاق على الفقراء والمساكين..

زاد مال الكافر وزادت سيطرته بعدما انشغل بالدنيا، وعاد صديقنا المؤمن ليدعوه الى عبادة الله وحده، واخبره أنّه يرده ان يعبد الله وحده، وحينها قابله الكافر بقسوة واخبره بانك تنفق على الفقراء والمساكن ولا يزيدُ مالك اما انا فمالي كل يوم يزيد عن اليوم الذي قبله، ولكن المؤمن حاول ان يرشده الى حقيقة هذه الدنيا.

على الانسان الا يجعل الدنيا اكبر همّه ومبلغ علمه، فمن ابتلاءات لله للانسان هو زيادة المال والبسط في العيش فهي قد تلهي الكثيرين عن عبادة الله وأداء فروضه، واما الكافر الذي في قصتنا فأراد أن يخرج ما في جعبته، ويُري المؤمن ما يمتلكه من اموال ونعم لا تُحصى.

فأخذه وسار به حتى وصلا الى حديقة عملاقة يتوسّطُها نهر كبير، وأشجار خضراءُ وثمار وفواكهة كثيرة، وخدم هنا وهناك، فقال الكافر للمؤمن بتكبر : انظر ايها المؤمن انني اكثر مالا منك وولدا، وانظر الى حديقتي فإنها لا تفنى ابدا.

كما ان الكافر قال لو ان هنالك آخرة فسيعطيني الهك خيراً منها والدليلُ امامك

فلما رأى المؤمن هذا الغرور الزائد أخبره بأنّ الله وحده قادر على ان يجعلها لك خراباً في لحظات فلا تغتر بنعمه، كما انه قادر على ان يبدلني خيراً مما عندك.

وذات يومِ مُقفر ذهب الكافر في زيارةٍ لحديقته الجميلة التي لا تنفني، وإذا به لا يجدُ شيئاً – اين اختفت – ماذا حدث – اين حديقتي – كلها صرخات نادي بها بعد ان تفاجأ بأن حديقته أصبحت رماداً..لقد ذهب كل شيء تعب السنين ذهب هكذا بغمضة عين، اين اولادي، اين خدمي…لا احد يُجيُهُ فقد تحقّق ما اخبره به المؤمن من زمن.

تحسّر الكافرُ على كفره فلم ينفعه لا خدم ولا اولاد، وأخذ ينبح ويندب طوال اليوم، وتناقل الناسُ هذا الخبرُ العظيم، وتيقّنوا ان هذا عقاب من الله لكل مغرور متكبر على نعم شكر نعم الله، فهو وحده الذي يُعطي ويمنع.

وليعلم الجميع الكبير قبل الصغير ان الغنى ليس شرطاً لحب الله للعبد، ولكن طاعته سبحانه هي الدليل، فالنبي عليه الصلاة والسلام اشرف المخلوقات كان فقيراً ولم يطلب المال ابدا.

في زمانٍ بعيد كان هناك قرية بسيطة كلّ من فيها يعبدون الاصنام، إلّا خمسة فقط فقد كانو لله عابدين، ويدعون الى عبادة الله وحده لا شريك له، فغضب اهل القرية بعد فترة دعوةٍ استمرّت لسنوات وحاولوا قتلهم فتمكنوا منهم، الا واحداً فقط، وهنا من موقع قصص وحكايات نقدم لكم قصة.

قصة أهل القرية

وفي يوم احتفالهم بأصنامهم المزعومة بانها الالهة، خرج الملكُ مع حاشيته وهو يتذاكرون امر هؤلاء الصبية، فقال احدهم : شكراً للملك الذي انهى عليهم، لقد كانو على وشك تخريب عقولنا واقناعنا بان للكون الهاً واحداً وانا ءالهتنا وءالهة ءابائنا لا تنفع ولا تضر، وهم يزعمون ان للكون الهاً واحداً.

وفي جبلٍ قريبٍ من تلك القرية، اتفق ثلاث رجالٍ على ان يذهبوا الى تلك القرية لدعوة الملك وباقي القرية الى عبادة الله وحده، فمن الواجب عليهم ذالك، وكانو في حيرةٍ هل يبدأون بالملك ام لا.

وأثناء هذا الحديث إذ برجٍ يخرج عليهم بعد ان سمع كلامهم، ويظهرُ عليه المرضُ الشديد وكان طويل القامو غائر العين شاحب الوجه، واخبروه من انت، فقال انه يعيشُ في هذا الغار ما يزيدُ عن الخمس سنوات، فأخبرهم بقصّته وانه رجل من اصل خمسة كانوا يدعون اهل القرية الى عبادة الله وحده لكنهم قتلوا وساعده اخيه ليصلُ الى هذا الغار.

اقترح احدهم ان يبقى هو مع الرجل على ان يذهب البقيةُ الى القرية مُتخفّين وان يذهبوا الى اخيه ويخبروه، فلما قابلوا اخيه، اخبروه بانهم وجدوا اخيه المسكين في الكهف وانه سيأويهم في بيته على انهم طبيبان، فغضب الفتى وثار وتواعدهم بان يخبر الملك عنهم، فقالوا له نحن نعلم ايمانك وقد اخبرنا اخيك بانك من انقذت حياته، وبالفعل قام بإيوائهم، وانتشر بين الناس على انهما طبيبان فأحبّهم اهلُ القرية، وقاموا بعمل صدقات كثيرةٍ جداً بينهم.

ولكن لاحظ الناسُ أنّهم لا يعبدون الاصنام، فانتشر الخبرُ حتى وصل للملك وحاشته، فقال بعضُ الحاضرين، لكن هؤلاء خير من الشباب الذين قتلناهم وهو يسبون الهتنا، والذين كانوا يعبدون الهاً لآخر.

كما ان هذين الشابين هم افضل ممن قتلوا، فهم كانو يشتمون ويسبون آلهتنا وهذين لا يفعلان ذالك حتى وان كانو لا يعبدون ءالهتنا، ومع الوقت بدا الشباب يتكلمون عن صفات الله وان الجميع سيعود اليه وانه هو الذي يشفي المريض، وحينها وصل الخبرُ الى الملك، فأمر بسجنهم على الفور.

واصبح صديقهم الثالث نبي، ودخل القرية على انه طالبُ علم، وبدأ بدعوة الناس لعبادة الله وترك ما يعبد الاباء والاجداد، وذهب الملك وحاشيته وطلب منهم ان يخرجوا الرجلين الحبيسين.

طلب منه الملك ان يسترجع البصر لكفيف، فرد الرجل البصر الى الكفيف بعد ان دعا الله، كما امر الملك، وفي تلك اللحظة طلب الملك من الشباب ان يُعيد فتىً قد مات الى الحياة، فقال الشابُ الداعي للملك اتقي الله.

فأمر الملك جنوده بقتله هو والثلاثة الاخرين، وهنا جاء رجل من اقصى المدينة يقول ياقوم اتبعوا هؤلاء المرسلين، انهم لا يريدون منكم مالاً ولا جاه، وكان الرجل مقنع، فقال انما انا رجل منكم قد ترك عبادة الاوثان وعبد الحق الذي لا يموت.

وحينما ازال الرجل قناعهُ وتعرفو على وجهه وانه واحد من الخمسة والذي فرّ منهم، قاموا عليه حتى قتلوه، وحينما ارادوا التمثيل بجثة الرجل الصالح بعد قتله، إذ تأخذهم صيحة عالية فيها ملائكة العذاب قد أتوا لقوم كفروا بالله وقتلوا رسلهن فأُبيدوا عن بكرة أبيهم.