سلام من الله عليكم زوار موقع قصص وحكايات الأعزاء مع الجزء الثاني من رواية في بيتنا خائن
ومع الفصل الثاني من الرواية، نتمنى أن ينال اعجابكم ولا تنسو ان تخبرونا برأيكم في التعليقات

الفصل الثاني/ فصل السبات

 

بعد كل ما حدث ويحدث.أعتقد أنني لا استطيع التحمل,فماذا سأتحمل لأتحمل

اأتحمل الكوابيس, أم أتحمل ما يسكن راسي,أم أتحمل الآلام, أم أتحمل الحياة

التي أعيشها بلا وجهة. اعلم أنني بداخلي إنسان محبوس فمن منعه ليظهر؟ أم أنا

من قيده؟

عقلي مشوش, انفي ينزف, ضربات قلبي تتسارع… أنا على الأرض

الله الطبيب :غيبوبة  أدعو لها هي الآن بين يدي

سحقا لك ومتى لم أكن بين يدي الله إنها الأيدي الأمينة الوحيدة في هذا العالم

أختي جالسة بجانبي وتبكي بحرقة اسمع شهقاتها

هل هي النهاية اخية؟ لا تبك فمحرك الحياة مازال ينبض في صدري ربما!

وفجأة طيييييييين توقفت المضخة.

شموع ودوائر.. ابر ومسامير ..دخان ,خيوط ,صور…  أراكم جميعا يا جبناء

استعملتم طرقا سفليا لتصلوا إلي.اااه حتى وانا في غيبوبة لم تهجرني الكوابيس.

الطبيب :من فضلكم بدون فوضى تكلموا مع المريضة بهدوء فهي تسمعكم اشعر

بالكثير من الأشخاص حولي ……..

حقا الآن تذكرتموني يا حثالة تزورنني وأنا بين الحياة والموت. أقف على حافة

الحياة, الآن أحببت العودة إلى الدنيا لأريكم جحيما من نوع آخر.

أيام تمر, يتحدثون عند راسي بعضهم كالآلات القديمة عليك ضربه عدة مرات

كي يعمل. أصواتهم مقززة تصيبني بالقرف, ذكرياتي معكم اكبر كذبة في

ماضي الأسود, انتم من تعيشون في سبات كل ما أريده أن استيقظ كي ارتاح من

هرائكم. الا انت يا فاطمة…..

فاطمة :اشتقت إليك يا اعز صديقة، قالتها بكل دفئ. حقا هي صديقة الدراسة لم

أتحدث عنها.لأنه لا يجب أن تذكر وسط الخراب الذي أعيشه, على الأقل يوجد

شخص في هذا الكون يقدر الرفقة بعد أن انتهت مع الجميع المصالح وتثاقلت

العبارات المرموقة وأصبح السلام ممنوعا هي لازالت وفية.

أما أنا صدقيني اكره نفسي كثيرا. لا استطيع أن أتخطاك ولا استطيع أن أتمسك

بك أنت في منتصفي. أنا الآن أتمسك بعيدة, فما مر علي كانت معي فيه.

الممرضة: فاطمة الطبيب يطلب منك الخروج من غرفة الإنعاش

خرجت فاطمة من الغرفة وبقيت مع نفسي. دقات قلبي اسمعها بوضوح,ورسوم

بنية تذكرني بقارئة الفنجان. أين هي؟ و أين همسكم في راسي؟ لماذا سكنتم

فجأة؟

لن أخبركم عن طعناتكم المتكررة,حتى أصبحت لا اشعر. انتم اخترقتموني كل

جميل فيا صار بشعا فقد تحجرت مشاعري.

عقلي نزف من كثرة التفكير,فما حل بي كان من صنع بشر يكرهونني. علمتهم

بنجوم وسرعان ما اختفت! هكذا هم يسرقون بريق الآخرين. كم لعينة هي

أقنعتهم صنعوها من ألف وجه قابلونا به.

غباء من الذبابة حين ظنت أن شباك العنكبوت قد تكون ملجأ ,لا موطن لنا فيكم

انتم خراب ونحن حطام.

الممرضة:أسرع سيدي الطبيب  لقد توفق النبض ونحن نفقد المريضة.

الطبيب :احقنيها بسرعة …

ربما أعود وربما سأنتهي وتطوى صفحتي.لن يتذكرني احد ستنزل دموعكم

المزيفة على جثماني, أما روحي ستطاردكم بسرعة الريح.

ستبكين علي بحرقة حتى تشتعل عيناك نار وتتلون بلون الدم الذي نزفته في

احدي المغاسل. ستقفين أمام المرآة وتتزينين بالأسود لسنوات,وسيرتدي عقلك

وشاح الصدمات لفترة من الزمن يا فاطمة ..

فاطمة مابك هل جفت الدموع هل سنلتقي؟

أنا أطير حقا أطير وصلت للقمر لكن أريد العودة. أين الطريق هل سأعود؟

لأحاربكم هل سأصعقكم ببرق الكراهية كما فعلتم؟ لا تتعجبوا أنا ربما صنع

أيديكم! فقيود الخوف قد ذابت بحرارة الروح.

 

فصل العودة

 

عيدة :عاد النبض فاطمة, لا تبك ادعي لها بالشفاء.

في اللانهائيات أعداد كبيرة تزحف نحوي, أفاع وحشرات لا وجود للوجود أنا

الان موجودة …

أنا وظلي أنا بين الارض والسماء, نور يليه ظلام شمس حارقة ,شياطين الإنس

والجان هل هي جهنم يا ربي!

إنها تفتح عينيها أسرعي إلى الطبيب يا عيدة فاطمة:

فرصة أخرى يا فاطمة في متاهة المتاهات باب بلا مفتاح ,عروق بلا دماء, فقط همسات…

الطبيب: أنت الآن في الحياة  أفقت من سبات سبات أيام طويلة

لبنى:من أنا؟  ومن انتم؟

قام الطبيب بإجراء أشعة على راسي وبعض الفحوصات

الطبيب: اصطدام رأسها بالأرض افقدها الذاكرة …..

هذا ما علق بذهني فقط حين تحدث مع عائلتي ربما تعود ذاكرتي, وربما سأبقى

محبوسة بين جدران النسيان,بلا كيان ولا عنوان.أنا فقط إنسان,ابتسموا جميعا

وصفقوا بحرارة. بعد أن أعادوني إلى المنزل كنت اسمعهما يتحدثان…

حياة: فرحت لأنها لم تتذكر وليتها لن تتذكر أبدا.

هل عانيت حقا. كنت امتلك عالما على الأقل. الآن لا وحدتين لا لي ولا لي,لا الم

أنا لا اشعر,أنا لا افهم .لا وجود  لطرف الخط الأحمر فوق حفرة الاختناق.

همسات…. من انت؟

. أنا قارئة الفنجان أنا الماضي والحاضر وسأكون المستقبل

أخبرتكم أن التسميات لا تهم فما اشعر به سيبقى. على الأقل كنت أجيد التعامل مع

هوسي, أما الآن فانا نصف الأنصاف بلا أبعاد, بلا زوايا,بلا حدود أنا فراغ يملاه

الدخان.

حياة:لطالما تمنيتي ان تنسينا وها قد تحقق حلمك يا بنيتي

كل أحلامي كانت كوابيس,يقظتي كابوس,غفوتي كابوس.لم أكن املك الشجاعة

لاعترف بأنني أضعت الكثير والكثير.قلة مني تبحث عن اللون الوردي,وكل كلي

يبحث عن الأسود دست عليك يا أمنياتي بحذاء.

أنا والأقطاب لا موجب ولا سالب أنا قطب جديد أم انه قديم لكنه لايذكر.

الساعة العاشرة في ماضي كان وقت لا وقت,عمر ساعتي كبير تكبر ولا تشيب.

في دوامة الاستهزاء كل العبارت بلا جدوى(هو فقط بركان حممه تغرق عقلي

لكنه لا يذوب وصفر على جهة اليسار فأين اليمين؟

رائحة القهوة أكثر شيء اكرهه في العالم,هي القهوة لا أريدها أرى فيها تلك

الرغوة المقرفة.

فتيات يسخرن من أخريات تحدثني اختي. ورأيي في تلك التي تسخر من أخرى

لفقرها أو لعجزها أو مهما يكن السبب.. اسمعيني جيدا  عقلك لم يصل حتى

لمستوى المزبلة ,فالمزبلة يأكل منها من لا قوت لهم. فقط ليملؤا بطونهم لا

يفكرون فيما يأكلون لأنهم مجبرون. فهم على هذه الأرض مقهورون ومجبورون

يحاربون ليبقوا احياء.

 

لكن أنا لا أسير ولا أتوقف. طرف الخط الأحمر لم يعد موجودا….بدا الهمس:

إن النهاية تقترب يا هاته, فنحن من نغلق الدوائر وفي كل دائرة أقواس.

اصمتوا يا لعناء, فانتم الدخان الذي يخنقني عودوا لدائرة الاختناق.

سنرحل سويا ذات يوم إلى اللامكان حيث لا وقت للوقت فقط أرقام

سمعتني أمي وهاهي تخبر أبي بأنني أتحدث مع نفسي ..

حياة: إنها تمتم وتتحدث لوحدها مثلما كانت

عبد الرحمان : اتصلي بصديقتها لعلها تؤنسها وتريح أدمغتنا قليلا منها

اخبروني يوما أن الإنسان يبحث في الدنيا عن شيء لم يخلقه الله فيها, يبحث عن

الراحة.

فاطمة :أين هي؟

حياة :إنها في الغرفة تتحدث لوحدها,اذهبي إليها ربما تخبرك بما يحدث معها

فاطمة: كيف حالك؟ هل أنت بخير؟

لبنى:ماهو الخير؟ هل هو أمي التي تريدني بلا ذاكرة ولا ذكريات؟ أم أبي الذي

أقلقه لفترات؟ أم انه أنت التي تؤنسني لأوقات؟

عقلي مشوش وتائه أنا لا شيء بين عدة أشياء. أنا لا جماد ولا حياة، أنا أول

الطريق بلا وجهة وآخر الطريق بلا نجاح.أشواك الحمقى في حلقي علقت.

يؤلمني ألمي، أين النهاية اللعينة! أريد حقيقة واحدة أسير إليها حتى وان كانت

مظلمة. لم تفهم فاطمة شيئا مما قلت ورحلت بعد ساعة تقريبا, لم أتذكرها لذلك

لا احاديثا تجمعنا.

حافية القدمين أسير بين الأشجار انهار وانهار ورائحة القهوة فقط في هذه اللحظة

سكون ,امرأة تجري بسرعة الريح وتدنو مني وتسألني: لما لم تهربي؟

لبنى:ولم اهرب والى أين فانا بلا وجهة ولا ماض ولا تاريخ اسود على الأقل.

هي :ابتسمي يا فتاة فالنهاية لم يتبق عليها الكثير وتعودين إلى نهر الذكريات

انه كابوس كالعادة…..

راق شرعي جلسة, غثيان صداع و إغماء.. إفاقة بعد متاهة يقول أنني بعد جلسة

واحدة ستهدأ عاصفتي وان تكررت الجلسات سأشفى.

سكون لأيام لا همسات,لا ضجيج ,لا توازن في الميزان,لا صور على الجدران.

تلك التي تحمل اسمي, لو رأيتني من بعيد هل كنت ستبتسمين لي؟هل كانت

ستظهر أسنانك لي أم انك ستكشرين عن  أنيابك؟

أين العالم أنا ؟هل محشورة بين جدران عقلي؟ اكتفيت مني حقا ..

قارئة الفنجان.. عيدة… الجامعة…. وابل من الذكريات بدأت تعود واتضحت

الصورة….واليكم ملخص بداية القصة ,البداية فقط….

أنا يوما ما كنت مسكونة من الجان, بسحر اسود وآخر مقرف كل مكوناته تملك

من العفن أسماء وألوان ….

هل خفتم مني يا أشباه الإنسان ؟اللعنة عليكم لم يكن هنالك داع.فانا وأنا خطان

متوازيان لن نلتقي أبدا. أنا العتمة فيا والنور, أنا الضحية والمذنبة في آن واحد,

أنا الوقت واللاوقت, أنا المتاهة التي بلا باب ولا سبيل… انا كاي انسان املك

شقان.

دخول الحمام ليس كخروجه,وأنا لست حمام. وكل من اخترقني لن يخرج إلا

وثيابه كلها دخان.

 

أنا والوجود سويان, أنا وطموحك وجنونك وغيرتك واملك في لا مكان. الآن

أريد العودة إلى بر الأمان, لا أريد لونا اسودا ولا ظلام,لا اريد وجوها العنها كل

صباح ومساء.

ارتديت ثيابي لأذهب إلى المشفى فلدي موعد  مع الطبيب.

الطبيب:حمدا لله أنت الآن بخير وفي فترة نقاهة

بعد أن عادت الذكريات وخرجت الأصوات ,أسير في الطرقات هاهي قارئة

الفنجان بعد أن خرجت من راسي وعادت لنلتقي في الشارع.

قارئة الفنجان :فلتعي انني ما أنا إلا جنية سأرحل إلى الأبد

لبنى : انتظري ..ماذا حل بسندريلا؟

قارئة الفنجان:سندريلا عادت ولم تتزوج الأمير الحذاء في الأصل لم يكن لها كان

للساحرة فتزوجها هي وترك سندريلا تمسح الأرضيات. جمالك عزيزتي أنت من

تصنعينه وليس الثياب.

امممم عبارات مفهومة ومرموقة من قارئة الفنجان

لن نلتقي مجددا, فانا أتخلص مني أنا أتخلص من أجزاء كنتم عناوينها. وان بدوت

ناقصة لم تكملوني بل زدتم على نقصي شبران شبر لي وشبر بوابة الانكسار.

مسالك عبرتم منها إلي، أنا ارمي الزجاج فيها الآن فان وصلتم إلي تصلون موتى

من نزيف حاد للأقدام.

أنا الآن أسبح في حياة عادية,اهو هدوء قبل الهيجان؟ ربما كذلك وربما سكون

ابدي والعودة لحياة الإنسان.

بقلم: سنية ريما