مرحبا بكم أيها الرائعون، نقدم لكم اليوم عبر موسوعة قصص وحكايات، قصص خيالية رائعة ومثيرة، بعنوان ” الشاطر حسن ” أروع القصص الخيالية تتناسب مع جميع الاعمار، لا تفوتكم استمتعوا بقراءتها الآن.

قصص خيالية قصيرة ممتعة ومفيدة

في زمنٍ ما كان هنالك شاباً وسيماً اسمه خالد وأثناء سفره من بلده إلى بلدٍ آخر عثر على امرأةٍ عجوزٍ في الطريق تبكي فسألها لماذا تبكين يا عمة؟..فأخبرته بأنها في حاجة للمساعدة، فقال لها حسن : وما نوع تلك المساعدة؟ فأخبرته قائلةً: هل ترى تلك الشجرة العظيمة هناك؟ فقال لها نعم أراها..فقالت أطلب منك أن تتسلقها وستغير حياتك للأبد، قال لها خالد: كيف؟ فقالت تلك المرأة ستجد في أعلاها فجوةً وبتلك الفجوة سلم عليك أن تسلكه حتى تصل إلى داخل الشجرة حيث القصر في قاعها وبه ثلاث غرف في كلٍ منها صندوق عليه كلب بلونٍ مختلف، أحدهما أبيض والثاني أسود والآخر أحمر، عليك تعرهم أي انتباه ولا تخشاهم فهم حراس الصناديق الثلاثة، وتلك الصناديق بها خيرات كثيرة، فالاول يحوي الذهب والثاني به فضة، والاخير يحتوي على المال، ولك يا فتى الحرية في اختيار ما تريد منها، كل ما عليك فعله هو حمل الكلب وانزاله برفق من فوق صندوقه وأخذ ما تريد ثم ارجاع الكلب مكانه بنفس الطريقة مرةً أخرى.

فأخربها خالد قائلاً وهل تحتاجين شيئاً من تلك الصناديق مثل الذهب أو المال؟ فأخبرته بأنها لا تريد شيئاً من كل هذا، فجُلّ ما تريده هو صندوق زجاجي شفاف صغير بحجم قبضة الإنسان، واخبرته ايضا بأن كل ما سيحمله من ذهب وفضة ومال فهو حلّ له لا تريد منه شيئاً، فقال لها انتي لا تريدين سوى ذالك الصندوق الزجاجي الشفاف فقط؟ فقالت له نعم، وبدأ خالد بتسلق الشجرة بمهارة حتى وصل إلى قمتها وهنالك وجد الفجوة والسلم التي أخبرته بهما تلك المرأة، فنزل بالسلم حتى وصل إلى جوف الشجرة وهناك رأى كل ما أخبرته به المرأة، من ذهب وغرفٍ وكلاب، ثم أخذ الصندوق الذي تحدثت عنه المرأة العجوز، وصعد بالسلم حتى وصل إلى قمة الشجرة، فقالت له المرأة اقذف إليّ الصندوق، فخاف خالد على الصندوق لانه مصنوع من الزجاج الشفاف، فقال لها انتظري حتى أنزل وأعطيه لكي.

نظرت المرأة العجوز إلى خالد نظرة غضب شديد، وبدأت في سبّه ولعنه ورميه بالحجارة حتى ثار خالد غاضباً قائلاً لها لن أعطيك إياه حتى بعد نزولي، وبعد وقتٍ طويلٍ سئمت المرأة وغادرت المكان فنزل خالد وواصل سيره حتى وصل مدينةٍ جميلةٍ فنزل فيها واشترى منزلاً فخماً ومحديقةً عملاقة وأصبح ذا نفوذ وذاع صيته في المدينة حتى صار له أصدقاء يزورونه كل يوم ويسهرون معه ويأكلون ويشروب ويبيتون عنده، واستمر الحال على نفس الوتيرة حتى أفلس خالد تماماً وانفق كل ذهبه وماله فانقطع عن الاصدقاء كما تعلمون وأصبح مكتئباً وحيداً.

وذات ليلة نظر صديقنا خالد حينما أدرك بأن لا فرصة أخرى أمامه إلى الصندوق الزجاجي الشفاف، وقال في نفسه سافتح ذالك الصندوق، ولكن لماذا قد أفعل ذالك وهو لا يحتوي على شيء فهو شفاف تماما، ومن عضبه قام برميه أرضاً، وإذا بذالك الكلب الأبيض الذي يحرس صندوق الذهب يعتلّ المكان ويظهر أمامه فجأة ويقول :”شبيك لبيك ما تحتاجه بين يديك”، فانبهر خالد وأدرك الآن لماذا كانت تريده تلك المرأة العجوز بهذه الشدة، فقال حسن للكلب الأبيض أريد صندوق الذهب الذي تجلس عليه كله أمامي وبالفعل لم تمر لحظات حتى وجد الصندوق أمامه ففرح خالد واستبشر وعادت ثروته أكثر من ذي قبل، وكان كلما احتاج شيئا جاءة الكلب بالخير على الفور، واشترى أيضا قصراً كان بجوار قصر الخليفة آنذاك، وكان للخليفة بنت جميلة فأجبها وهي أيضا بادلته نفس الحب، وظل كل ليلة يرسل أحد الكلاب ليأتى بها ليسهرا سوياً حتى طلوع الفجر، ثم تعود من جديد إلى غرفتها بنفس الطريقة التي أتت بها، إلى أن أحست زوجة الاب بذالك، فأخبرت الخليفة على الفور فلم يصدق ذالك وقال مستحيل أن تفعل ابنتي شيئاً يغضبني منها، فقالت زوجة الاب سأثبت لك صحة كلامي، فأرسلت زوجة الأب إحدى خادماتها بكيسٍ مثقوب به حبّ لتقوم بربطه بخمار الاميرة الصغيرة لتعرف من خلاله الطريق الذي سلكته، فقالت الخادمة سمعاً وطاعةً يا سيدتي وقامت ونفذت ما أُمرت به.

وفي تلك الليلة استعدت الاميرة حتى جاءها الكلب فركبت على ظهره وطار بها حتى وصل بها الى قصر سيده الشاطر خالد، والحبُّ يتناثر من خمارها طوال الطريق، وفي الصباح استدعت زوجة الاب الشرطة وذهبو وراء الحبّ حتى وجدوا أنه ينتهي عند بيت الشاطر خالد، فألقوا بالقبض عليه وأحضروه للخليفة، وقالت زوجة الاب لابد ان تقتلهما ليصيرا عبرةً لمن يريد أن يعتبر، فأخبرها الوالي بأن تصبر حتى يتم محاكمته وبعد ذالك سيتم قتله أمام الجميع، وفي السجن بدأ الشاطر حسن بالتفكير في حلٍ حتى وجده، فقد كان بالخارج شاباً فقام بنداءه وأخبره بأنه سيعطيه الخاتم الذي يحمله ان هو ذهب الي قصره وأحضر الصندوق الزجاجي، ووصف له خالد كل شيء، وبالفعل عثر الفتى على الصندوق وأحضره الى الشاطر خالد في السجن وأخذ الخاتم الذي فرح به كثيراً، وسعد خالد بوجد الصندوق بالقرب منه.

بعد حصول خالد على الصندوق أصبح بإمكانه الخروج من السجن ليلاً والعودة مع أول شعاعٍ للشمس بواسطة كلابه، وجاءت اللحظة المنشودة في يوم المحاكمة واجتمع الناس في ساحة كبيرة وكان هناك الخليفة وزوجته، وبعد أن انتهت تلك المحاكمة الظالمة تماما لخالد وقبل أن ينفذ حكم الاعدام، فضرب الصندوق الزجاجي ثلاث مرات فخرج له الثلاث كلاب وتجمعوا بجواره فخاف الناس وفزعوا من هذا المشهد العجيب، ثم أمر كل كلب بأن يقف بمكان فالأبيض يقف بجوار الخليفة والاسود بجوار زوجته والاخر بجوار السياف، ثم نظر للخليفة وقال له ان شئت جعلتها مجزرة حقيقة هنا، فارتعب الخليفة وقال له ماذا تريد، فقال خالد رغم ان محاكمتك لي لم تكن عادلة أبداً، وإنما هو إرضاء لأوامر زوجتك، وأنا أحب الأميرة الصغيرة وأريدها زواجها على سنة الله ورسوله فماذا تقول؟ فرد الخليفة قائلاً وهل هي موافقة؟ فأرسلوا ليعرفوا رأيها فوافقت وتزوج خالد بنت الخليفة وعاشا بسعادة وهناء.