سلام من الله عليكم أيها الاصدقاء الأعزاء، نجدد ترحيبنا بكم على موقع قصص وحكايات، نحكي لكم اليوم رواية جديدة بعنوان “في بيتنا خائن” من أحد متابعينا الأعزاء نتمنى أن تنال من اعجابكم وتستمتعوا بها كما استمتعنا بها.

الفصل الأول: فصل الاختراق

أشم رائحة القهوة, اشعر بالبرد، اااالدي ساعة إنها منتصف الليل. ربما تكون

ساندريلا قد عادت إلى بيتها الآن, يا ترى هل تركت حذائها عند الأمير؟ مالذي

أهذي به يا الهي! انه كابوس كالعادة أقوم من فراشي ككل مرة, وأنا مبللة من

العرق..

في كل مرة أرى فيها كابوسا, اكره النوم اكره والليل والظلام, اكره غروب

الشمس اكره النجوم والقمر اكره السكون,وكل ما يدور حول الليل.

الكل يخرج من البيت مسرعا.. وصراخ في الخارج حينا لا يهدا أبدا, وهاهي

أمي تحاول إيقاظي.

حياة :لبنى أفيقي هيا بيت الجيران يحترق.. آه! من اكلم لو احترقت أنا كليا فلن تأبهي…..

لبنى:أمي أين القهوة؟

حياة: الرحمة! الناس تحترق,وهي تتحدث عن القهوة .

أمي وكل عائلتي يحاولون مساعدة جيراننا, أما أنا فغيرت ثيابي وها أنا في

الشارع, لكنني لازلت أشم رائحة القهوة وها أنا التقي قارئة الفنجان.

قارئة الفنجان: انتظري لحظة،

لبنى:ماذا تريدين لا املك نقودا

.قارئة الفنجان :لكنك تملكين الوقت

.لبنى: كل الوقت, عقارب ساعتي يمكنها أن تنام وتستيقظ دون أن اقلق

قارئة الفنجان: أتشعرين بالبرد…

لبنى:لا تعبثي معي يا لعينة,فانا لا أؤمن بما يؤمن به أمثالك.

قارئة الفنجان: عيناك تتسعان لما يا ترى؟

لبنى: أغيرها كل صباح كي أرى جمالك, اغربي عن وجهي.

قارئة الفنجان: ليست عيناك يا فتاة

ابتعد وأسير حتى اتعب ثم أعود إلى البيت.

تطاردني كوابيسي في كل زاوية من راسي, أنسى كل شيء وأتذكر الألم. وأكثر

ما يؤلمني غباء من حولي, أرجوكم استعملوا تلك الكتلة في رؤوسكم,أنسيتم

درس الفيزياء: أن الكتلة تبقى محفوظة في جميع التحولات, لا تذوب عقولكم إن

استعملتموها بل  نحن من نذوب بغبائكم.

بيت الجيران احترق بأهله لم ينجو احد. الكل متجه إلى الجنازة ,هذا جيد تخلصنا

من بعض الأغبياء.

سأنام.فانا لا استطيع التفكير وهناك من  يتهامسون داخل راسي, أصوات غريبة

أصحابها لا اعلم من هم.. ومن يكونون.. ما تركيبتهم..ومن هم ليسكنوا راسي, أم

أن الجنون أصابني,عجب يتحدثون عن مستقبلي,لا افهم كلامهم,ومهما يكن لا

تتحدثوا عن مستقبلي فلا مستقبل لي.

اعجز عن النوم. ارتدي معطفا , اخرج إلى الشارع ……أنا أشم رائحة القهوة

وها أنا التقي بقارئة الفنجان.

لبنى:هل انتظرتني لقد أضقت عيوني خصيصا لأجلك.

قارئة الفنجان:لا بريق فيهما,هل اخذ البريق من يسكنون راسك؟

لبنى:هل تريدين أن تحتل مكانهم يا خرقاء,حسنا سنلتقي منتصف الليل إذن.

ادخل الجامعة جدرانها باردة كعقول من يدرسون فيها كل شيء إلا الدراسة إنها

تافهة كوجوه من يدرسوننا,أقلامهم كمشرط جراحة ,يقطع شرايين عقلي الضائع.

وكالعادة لا مقاعد حمدا لله يطردني الأستاذ من القاعة كالعادة. أنا بخير لا احتاج

محاضراتك يا هذا آتي فقط للنوم لان أمي تمنعني منه في البيت أعود الى البيت

ككل يوم، أمي أين القهوة

حياة:إنها في جيبي.

. لبنى:احذري أن تسكب ف عيناي تتسعان بها

وأنا أسير في الشارع انظر إلى الأطفال, وأسال نفسي نفس السؤال كل مرة هل

كنت طفلة عادية لا احد يجيبني على سؤالي هذا الذي كلما طرحته على والدي

تهربا من السؤال,وأنا لا املك ذكريات وكأنها مسحت من عقلي.

أعود إلى البيت وارمي جثتي على فراشي وراسي يكاد يكسرعمودي الفقري,

احدث من يسكنونه………..

لبنى: أتقومون بتبديل الأثاث مثلا

من يسكنون راسي : أغلقي فمك هذا بيتنا لن نخرج.

لبنى: أيمكنكم أن تتحدثوا بوضوح هكذا دائما,هذا راسي عليكم اللعنة!! همساتكم

تثقله يا حمقى! سأنام اعتدت غبائكم, انتم عالمي الآخر,لا مخرج مني,فانا داخلي

اغرق.

سحر اسود يا فتاة دفن في قبر احد الموتى” تخبرني صديقتي عيدة عن ما حصل لأختها.

لبنى: لا باس, أحسن من أن يدفن في قبر الأحياء.

عيدة:وهل للأحياء قبور!

لبنى:انتم مقبرتي غبائكم المجرفة التي دفنتني.

ظلام، ساعتي توقفت… لا باس لا احتاج الوقت.

لبنى:إنها أنت أين فنجانك

قارئة الفنجان:لقد كسرته هل نسيتي؟

لبنى: انا كسرته؟ ههههه لدي الكثير منهم تعالي لأعيرك.

قارئة الفنجان تبتسم ببرود,وترد: أنا لن احتاج فناجين بعد, الآن سأنظم لأعيش مع هوسك.

لبنى:هههه لا تطرقي الباب ادخلي, فلا احد يأخذ الإذن مني. فقط أطفئي الأنوار قبل العاشرة لأشاهد فيلم رعب كالعادة.

انه كابوس مجددا لا قهوة ولا رائحة,  أنادي أمي أنا جائعة على الأقل لازلت

أقوم بحاجاتي البيولوجية, هل أنا بقايا إنسان؟

غسلت أحلامي لكنها لم تنظف من اللون الأسود فأصبحت كوابيس, لا باس هي

أفضل من وجه صديقتي,التي لازلت تحدثني كلما رأتني عن السحر الأسود.

لبنى:يهتز راسي منك يا عيدة ارقصي أمام القبر ستحل مشكلة أختك

عيدة:مزاحك ثقيل كالعادة

لبنى:أحسن من الغباء الذي تنشرينه أينما حللتي.ثم احمدي الله فمزاجي جيد

اليوم

عيدة: هذا وهو جيد,فكيف وكان سيئا ومتى كان جيدا

لبنى: لا اعلم ربما حينما اخرج من متاهة المتاهة بعد العاشرة ليلا

عيدة:تثرثرين كالعادة

لبنى: لا عليك..

أعود إلى البيت,وأصبحت لا اصدم أبدا بما اسمع.

حياة:هي ليست طبيعية والدها يفكر أن يعرضها على راق شرعي…

أمي تثرثر مع خالتي,لا باس يا أمي,أنا بخير أنا احترق من الداخل وسأحرقكم

معي أنت المذنبة لأنك أنجبتني لحد الساعة, بركاني خامد فلا داع لتروا ثورانه.

بعد أن اتفق أبي مع الراقي ,حضر إلى بيتنا ارتديت حجابي ودخلت إلى الغرفة

التي كان بها لا لشيء فقط ليدعني أبي وشاني فهو يخاف أن يعتقد الناس أنني

مجنونة.

الراقي يقرأ الآيات وأنا ادخل في دوامتي العادية. لا عليك أنا هكذا دوما

صداع ,ألم غثيان, صور, وحوش, عظام و قبور.. ثم؟…….

بعد  نصف ساعة استيقظت تقول أمي أنني أغمي علي ، شخص حالتي على أنني

مصابة بكل أنواع السحر,أنواع سمعتها من عيدة وأنواع لم افهمها. ولا داع

لأفهمها,هههه عيدة افرحي عدوى السحر انتقلت إلي. لم اجن يا أمي انأ فقط اكره

التسميات, ما اشعر به يبقى فسموه كما أردتم. بعد ان ارتحت قليلا عدت ليتلو

علي الآيات.

فوضى سكان العالم الآخر :أقلقتمونا حركتم حصوننا

الراقي :بلهاء انتم من تسكنون أجسادا لا حق لكم عليها

لبنى: دعهم يا شيخ اعتدت وجودهم.

ما هي الحياة بدونهم لا اعلم!؟ لم أجرب انهالوا علي قبلك بالضرب.ههه قالوا هذا

جسم صدئ علينا تطهيره, لم اعد اشعر يا نفسي بنفسي جسدي يملاه اللون

الأزرق. لون السماء الذي طالما كرهته,غيرك حاولوا حرقي,لم لا  أنا خطر عليكم يا أمي.

ثم من له الحق أن يسكن جسدي؟ لم افهم يوما… ضعت بين الحروف والأعداد،

ضعت بين شمس المعارف الكبرى وأسرار العالم الثاني. عالم ثاني أنا أعيه حقا

لكن أين العالم الأول؟ لم أره لم المسه سحبتموني إلى اللاعالم يقول الراقي أنهم

يحسدونني لذلك فعلوا بي هذا,على ماذا يا حضرتك ؟على أنفاسي التي تنقطع؟ أم

على عظامي التي تؤلمني ؟أم على صداع وارق وأيام بلا عنوانين؟لقد سكنني

الألم.علي أن اخرج.. أين الباب؟ والى أين اخرج؟اضرب راسي واصرخ

اخرجوا انتم….

يمر أسبوع وأنا لا أغادر المنزل,لا شيء سوى الكوابيس والأوهام وكل ماهو

مقلق ومفزع.ونحدد الموعد مع الراقي لجلسة علاجية أخرى, وهاهو في بيتنا

يتلو الآيات وأنا أتلوى.

أعجبني كيف أقلقتموهم,احدهم انتقم لي أكمل يا شيخ فالحرب بدأت وأنا أشم

رائحة النصر.

يغادر الشيخ وأنا استيقظ من إغمائي … وسواس يردد: انتحري افرغي جسدك

ودعينا نرحل.

لبنى:تبا لكم هل أنا من تجبركم على البقاء؟

وتتوالى الجلسات …..

ألام… هجرني النوم.. كوابيس حقيرة في يقظتي

الراقي:إنها كل من السحر ستعصف بك يا بنيتي

… أنا:حسنا هل سأدعك تخبرني بما علي فعله

الراقي :قاومي قاومي حتى النهاية

.. أين النهاية ؟أريدها هي  أريد أن أرى نفسي كيف ستغدو,ستتبعني أحاديثكم

ودعوات لم اكترث لها يوما. من انتم؟ ولم فعلتم بي هذا؟ ولم أنا؟

تراب أكوام من تراب,كلاب تجري خلفي… اركض ,لكن إلا أين؟انه وكابوس

كالعادة…

هالات سوداء تحت عيني يمكن أن يختبأ فيها أهل الحي كلهم.وصرت أخاف حقا

من النوم,لا هدف ولا وجود,هل أنا موجودة؟ الحقيقة هي أنني اسود بقعة في

قلوب البشر، أنا في ظلال التماثيل، أنا في صور دفنت في قبور موتى، انتم

أحياء يا موتى ونحن موتى ولسنا أحياء.

لا أحس بقدمي جيد على الأقل أحس باللاحساس، في وقت سكون الهمس في

راسي. لهفة لأحداث جديدة,هدوء قبل عاصفة التيهان، ضجيج في أرجاء جسدي,

في زوايا قلبي، أنا إنسان ماهو الإنسان ؟أيد وأقدام؟ أم فجور وتيهان ؟أم أصوات

ومشاعر والحان ؟أم عالم مفقود لا بداية له ولا حدود؟ أم سلسلة الشفقة التي تبدأ

بنظرة وتنتهي بصفقة؟

ألف تحية يا إنسان فانا منك ولم أعتدك للان.وجوهكم يا أعدائي متشابهة

ونظراتكم حاقدة وحارقة,حسدكم فوق الوصف.أعينكم تكسر أقلامنا, وتشل أيدينا

لا مكان لغبائكم فينا.

أنا وحيدة ,وأنا معي أساند وحدتي لتصبح وحدتين: وحدة لي ووحدة لي مرة أخرى.

هل تظنونون أنني سأعطيكم فرصة في عالمي.. لا غفران فقط هجران,أهجركم

لأنكم سخيفون.أم انتم من تهجرون,لا باس عليكم فنحن اعتدنا ومتعودون.أحببت

الضباب كثيرا,أخيرا أنا أحب شيئا على الأقل فهو في داخلي ويملاني.

بقلم: سنية ريما