قصة اليوم جميلة جداً بعنوان قصة الحملان الثلاثة، نحكي لكم من خلال موقع قصص وحكايات، بإمكانكم قراءة أجمل قصص اطفال قصيرة ومفيدة قبل النوم من خلال زيارة تصنيف: قصص اطفال .

الذين يبنون بيوتهم من القش تكون بيوتهم معرضة للهدم ، مع أقل هبة هواء .. والذين يبنون بيوتهم من الحطب يكونون أكثر أمنا ، لكن بيوتهم لا تصمد للريح طويلا .. أما الذين يبنون بيوتهم من الحجارة ، فهم أكثر الجميع أمنا ؛ لأنها لا تؤثر فيها رياح ولا عواصف ولا أمطار .. وهذا ما حدث مع الحملان الثلاثة …

كان الحملان الثلاثة إخوة متحابين ، وكانوا يعيشون في بيت واحد… وكانوا بترتيب السِّن : الحمل الأكبر ، والحمل الأوسط ، والحمل الأصغر .. وكانوا يعيشون في بلدة صغيرة ، لكنها جميلة، وذات يوم ضاق الحملان الثلاثة بالحياة في بلدتهم ، فقال الحمل الأكبر : لقد ولدنا وترعرعنا في بلدتنا ، ولم تغادرها أبدا .. فرد عليه الحمل الأوسط قائلا : بلدتنا حقا جميلة ، ولكن من حقنا أن نخرج منها النتفرج على الدنيا ونشاهد عجائبها وغرائبها ، التي طالما سمعنا عنها وله نرها .. وقال الحمل الأصغر: سمعت أن في السفر سبع فوائد ، وأريد أن أتحقق من ذلك بنفسي .. فقال الحمل الأكبر : فلنخرج نحن الثلاثة لنتفرج على الدنيا ، ثم نعود إلى بلدتنا ، ولكن إلى أى الاتجاهات نمضي ، ونحن خبرنا بالدنيا معدومة !

فقال الحمل الأوسط : نتجة ناحية الجنوب ، حيث بلاد الشمس المشرقة طوال العام والنباتات الكثيرة ..  وقال الحمل الأصغر : لماذا لا نمضي ناحية الشرق ، حيث الجو أكثر اعتدالا ، والمراعي أكثر خضرة .. إننا بذلك نرى المكان الذي تشرق منه الشمس .. وقال الحمل الأكبر : بل نتجه ناحية الشمال ، حيث بلاد الثلج والشمس التي لا تشرق سوى مرة واحدة في العام .. فقال الحمل الأصغر : من رأيي أن يمضي كل واحد في الاتجاه الذي اختاره ثم نعود بعد عام ، فيحكي كل منا عما راه …

وهكذا اتفق الإخوة الثلاثة على أن يمضي الحمل الأكبر في اتجاه الشمال ، ويمضي الأوسط إلى الجنوب ، بينما يمضي الأصغر إلى الشرق .. في طريق الشمال قابل الحمل الأكبر فلاحاً يقود بغلا محملا بالقش ، فاقترب منه وحيّاه ، ثم قال له : أيها الفلاح الطيب ، بعني هذا الحمل من القش ، حتی أبني به بيتا ؛ لأنني غريب عن هذه البلاد ، وليس لي فيها بيت وكان الفلاح طيبا بالفعل ، فرق قلبه للحمل ؛ ولذلك أعطاه حمل القش ، وبدون مقابل ..

وبدأ الحمل الأكبر في بناء بيته من القش ، فلما انتهى من بنائه ، دخل البيت وأغلق عليه بابه …ولم يكد يستقر فيه قليلا، حتى سمع طرقا عنيفا على الباب ، وسمع صوت الذئب يناديه قائلا :أيها الحمل الكبير اللطيف، هل تسمح لي بدخول بيتك الجميل ..؟ فصاح الحمل خائفا : لقد أوصاني أبي ألاّ أفتح بابي للذئب ، مهما حدث … فصاح الذئب غاضبا : أنها الحمل الغبي ، لقد أغضبتني بما فيه الكفاية ، إن بيتك هذا لن يحميك مني .. سوف أنفخ فيه ، حتی أهدمه عليك ..
وأخذ الذئب الغادر ينفخ في البيت بكل قوته ، حتى إنهار البيت .. ولولا أن الحمل المسكين هرب في الوقت المناسب ، لأمسك به النب الغادر …

أما الحمل الأوسط ، فقد قابل في طريقه حطابا يقود عربة محملة بأعواد الحطب ، فتوسل إليه قائلا : أيها الحطاب الطيب، بعني هذا الحمل من الحطب ، حتی أبني به بيتي ، لأنني غريب عن هذه البلاد .. وكان الحطاب طبيبا بالفعل ، فأعطاه حمل الحطب ، دون مقابل ، بعد أن تأثر من كلامه ، ورق قلبه له … وأخذ الحمل الأوسط يبني بيته بأعواد الحطب ، فلما انتهى من العمل أغلق بابه عليه، وجلس ليستريح .. ولم يكد يجلس ، حتى سمع طرقا عنيفا على الباب ، وسمع صوت الذئب ناديه قائلا : أيها الحمل اللطيف، هل تسمح بدخول بيتك الظريف .. فصاح الحمل من داخل البيت ، وقد تملكه الخوف : لقد أوصاني أبي ألا أفتح بابي للذئب ، مهما حدث .. فصاح الذئب بغضب: أيها الحمل الغبي ، لقد أغضبتني ، إذا لم تفتح ، سوف أتفخ فيه ، وأدفعه بقوة ، حتى أهدمه على رأسك ، ولن تستطيع الإفلات مني أبدا ..

وأخذ الذئب ينفخ في البيت ، ويدفعه بقوة ، حتى إنهار البيت على الحمل المسكين ، ولو أنه هرب في الوقت المناسب ، لأمسك به الذئب .. أما الحمل الأصغر، فإنه رأى في طريق الجنوب بناء يقود عربة محملة بالحجارة ، فاقترب منه ، وتوسل إليه قائلا : أيها البناء الطيب، بعني هذه الحجارة ، حتى أبني بها بيتا أعيش فيه ؛ لأنني غريب عن هذه البلاد .. وكان البناء رجلا طيب القلب ، فتأثر من کلام الحمل ، ورق قلبه من أجله ، ولذلك أعطاه الحجارة بدون مقابل .. وأخذ الحمل الأصغر يبني بيته من الحجارة ، فلما انتهى من بنائه ، دخل بيته ، وأغلق عليه بابه …

ولم يكد يجلس ليستريح، حتى سمع طرقا عنيفا على الباب ، وسمع صوت الذئب يصيح قائلا :
أيها الحمل الصغير اللطيف، هل تسمح لي بدخول بيتك الظريف ..؟ فصاح الحمل قائلا : لقد أوصاني أبي أنه ألاّ أفتح بابي للذئب ، مهما حدث .. فصاح الذئب غاضبا : أیها الحمل الغبي ، لقد أغضبتني بما فيه الكفاية ، سوف أنفخ بيتك وأفعه ، حتى أهدمه على رأسك ، ولن تستطيع النجاة مني ، مهما تحصّنت .. وبدا الذئب ينفخ في البيت، فلم يتحرك .. فأخذ ينفخ بكل قوة ، ويدفع بيديه ورجليه ، ولكن البيت لم يتحرك من مكانه ..

أحضر الذئب حجرا ، وأخذ يدق على جدران البيت، فلم يتحرك من مكانه .. شعر الذئب بالغيظ الشديد ، فجلس يستريح ، وهو يهدد الحمل بأنه سيناله بأيّة وسيلة .. وبعد تفكير توصل الذئب الغادر إلى حيلة ، وهي تسلق سطح البيت والدخول عن طريق فتحة التهوية في سقف المنزل ..

وبدأ الذئب الغادر يتسلق جدران المنزل ، حتى وصل إلى السطح ، وكان الحمل يراقبه من النافذة ، ولذلك أدرك أنه ينوي الدخول من فتحة السقف .. وكان الحمل قد وضع قدرا به ماء على النار ، فأحضر القدر ، ووضعه تحت فتحة السقف ، وعندما نزل الذئب من الفتحة وجد نفسه داخل قدر الماء الملتهب .. وهذه القصة تنصحنا بضرورة إحكام بناء بيوتنا ، حتى لا تكون عرضة للهدم من أقل هبة هواء ..