مرحبا بكم زوار موسوعة القصص الشاملة موقع قصص وحكايات، نحكي لكم اليوم إن شاء الله قصة من قصص التاريخ للأطفال الصغار، نتمنى أن تنال إعجابكم وللمزيد من القصص الرائعة نوصيكم بزيارة تصنيف: قصص وعبر .

قصص من التاريخ للاطفال

قصة التاجر والثوب الثمين

أذن العصر فصاح همّام بوائل.. هيا بسرعة .. يجب أن نصلي في مسجد الشيخ مشهور، وإلا فاتتنا القصة.. ذهب وائل ليأخذ كرته، فراى شيئاً لا معاً بالقرب منها.. تناوله بلطف وجعل يتأمله.. يا إلهي!! إنها ساعة ثمينة!!

نظر إليه همّام فجعل يصرخ: هيّا يا وائل.. خبّأ وائل الساعة في جيبه، ونهض بسرعة.. نظر إلى همّام.. وصاح به: انتظرني حتّى أعيد الكرة إلى البيت!! ذهب إلى البيت فألقى بالكرة ثم عاد إلى صديقه قال له همّام: لقد تأخّرنا.. المسجد بعيد، وأخشى أن تفوتنا الصّلاة مع الشيخ مشهور.. قال وائل : لا عليك.. سنسرع قليلاً..

قال همّام: ولكنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلّم قال: إذا أقيمت الصلاة فلا تاتوها تسعون، وأتوها تمشون، وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلّوا وما فاتكم فأتموا (رواه أحمد). خفّف وائل من سرعته وقال: نعم.. نعم.. صدقت، وصل همّام ووائل إلى المسجد.. وبعد صلاة العصر جلس الصغار كالعادة في حلقةٍ حول الشيخ مشهورٍ..

رحب الشيخ بالجميع، وحمد الله عزّ وجل، وبدأ يحكي لهم قصّته.. يا أعزائي .. في هذا اليوم رايت شرطياً يقبض على تاجر يغش المسلمين، ويبيعهم طعاماً فاسدا، وينقص الميزان.. فرأيت أن أذكر لكم قصّة عن الأمانة.. قال همّام : هذا رائع.. فأنا أعلم أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلّم كان يسمّى الصادق الأمين حتى قبل أن يأتيه الوحي.. قال الشيخ: بارك الله فيك يا همّام .. ولكن هل تعرف ما المقصود بكلمة (وحيٍ)؟

قال هنمّام: نعم، إنه الملك جبريل عليه السلام كان ينزل بالقرآن الكريم من عند الله عزّ وجل على النبيّ محمد صلى الله عليه وسلّم.. وبعد، قال الشيخ: إنّ الأمانة من الأخلاق الفاضلة، ولا إيمان لمن لا أمانة له، وفي قديم الزمان خرج أحد التّجار الأمناء في سفر.. وترك في متجره عاملاً ليبيع الملابس والقماش للناس،

وأوصاه بالأمانة، وحذّره أن يدخل في أمواله درهماً من حرامٍ.. وذات يوم جاء رجل من اليهود ليشتري ثوباً، فدخل دكان التاجر، ورأى ثوباً ثميناً فأعجبه.. قال للبائع : بكم تبيع هذا الثّوب؟ قال البائع: إنه ثمين جداً، إنه بثلاثة آلاف درهم.. أخرج اليهوديّ الثمن وناواه للبائع، ثمّ مضى.. قال سلطان: ولكن اليهود ألدّ أعدائنا.. فكيف يعيشون بين المسلمين؟

تبسّم الشيخ وقال: نعم يا بنيّ.. ولكن ديننا دين التسامح.. فإذا عاش اليهودي والنصرانيُّ مع المسلمين لا يؤذيهم، فإنّه يعيش بأمان واطمئنان.. نهض سعد وقد ظهر عليه الغضب: ولكنّ اليهود اليوم يقتلون أهلنا وإخوننا في فلسطين.. فهل يجوز أن نسالهم؟ أشار الشيخ له بالجلوس وقال: كلاّ يا بنيًّ فهؤلاء اليهود معتدون، ولا يجب على المسلمين أن يقاتلوهم ويجرجوهم من فلسطين وكلّ بلاد المسلمين..

قال حسّان: أرجو أن تكمل لنا القصّة يا شيخنا.. قال الشيخ مشهور: حسناً.. وعاد التاجر من سفره، فذهب في الحال إلى متجره.. سلّم على البائع، ثمّ جعل يبحث بين الملابس.. قال البائع: ما بالك؟ .. عمّ تبحث؟ نظر إليه التاجر وقال: أين ذلك الثّوب الثمين.. تبسّم البائع وقال له: اطمئن يا مولاي، لقد بعثه لرجل يهوديّ بثلاثة آلاف درهم.. ظهر الجزع على وجه التّاجر.. وقال للبائع:

هل أخبرت اليهوديّ بالعيب الذي في الثّوب؟.. تذكر البائع ذلك العيب، فصاح.. أوووه.. كلاّ لم أخبره به.. لقد نسيت.. هزّه التّاجر وهو يقول: وأين ذهل اليهودي؟ قال البائع وهو يشير إلى الطريق: أظنّه خرج في هذا الاتجاه ليسافر مع القافلة.. قال التّاجر: أعطني المال بسرعة.. ناوله البائع المال، فأخذه وجرى مسرعاً ليلحق بالقافلة التي سافر معها اليهودي..

قال وائل: وهل لحق بها؟ هزّ الشيخ مشهور برأسه: نعم، أدرك القافلة، وجعل يسأل عن اليهوديّ.. وأخيراً عثر عليه ففرح بذلك وجعل يحمد الله عزّ وجلّ.. قال لليهوديّ: أيّها الرّجل.. لقد اشتريت من متجري ثوباً في عيب خفيّ، ونسي البائع أن يخبرك عنه، وقد بحثت عنك لأردّ لك المال، وآخذ الثوب.. فإنّي لا أرضى أن أكسب مالاً حراماً.. ولا أرضى الغشّ أبداً.. لأن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (من غشّ فليس منّا).

اندهش اليهودي لهذه الأمانة، وقال للتاجر: وأنا أريد أن أخبرك بشيء فعلته وأنا نادم عليه.. إنّ هذه النّقود التي دفعتها للبائع مزّيفة..!! ثم قال للتاجر: إنّ دينكم عظيم.. وإنني أريد الدخول فيه.. (أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنّ محمداً رسول الله) وأسلم اليهوديّ بفضل الله أولاً، ثم بفضل الأمانة التي كان يتصّف بها التّاجر.. ولما انتهى الشيخ من قصّته فودئ بوائلٍ يبكي..

قال الشيخ: ماذا بك يا وائل؟ قال وائل: أستغفر الله.. لقد كنت ألعب مع همّامٍ، فوجدت ساعةً ثمينةً فخبّأتها وأنا أنوي أخذها.. قال الشيخ: وأين الساعة يا وائل؟ أخرج وائل الساعة، فجعل همّام ينظر إليها، ويبحث في جيبه، وقال: آآه.. إنّها ساعة أبي، طلب أن تبقى معي حين توضّأ للصّلاة.. قال الشيخ: كان ينبغي عليك أن تعرّفها، لأنّها لقطة، واللّقطة كلّ ما تجده من مالٍ أو متاعٍ أو حيوانٍ للنّاس

ولا تحلّ اللقطة حتى تعرّف للناس.. أعطى وائل الساعة لهمّام، واعتذر له وطلب العفو والسّماح.. نهض الشيخ مشهور وهو يقول: جميل أن نتعلّم مما نقول.. هيّا يا صغاري، فقد حان موعد الانصراف.. نهض الصغار وهم يقولون: جزاك الله خيراً أيها الشيخ الوقور..